2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

بيضة ورغيف!

محمود عطية
جو 24 :


* المقال يتحدث عن جشع بعض التجّار وظلمهم.

أسهل وجبة ممكن أن يتناولها الأعزب هي البيض مع الخبز ، سواءا كان مسلوقا او مقليا فلن يتجاوز إعدادها بضعة دقائق بكل تاكيد، بالإضافة لكونها اقتصادية ومتوفرة دائما، فهناك مليارات الدجاجات المسخرات فى الصناديق الضيقة وتحت الإضاءة طوال اليوم حتى يصبح إنتاجها من البيض غزيرا ووفيرا وتنعم بإفطار شهي ولذيذ ايها الإنسان المتحضر!

ولي مع البيض ذكريات وجولات، خاصة فى سنوات العزوبية، كنت اذهب لشراء البيض واكتفي بطبق صغير يحتوي بضعا منها، لكن عندما اهم بالمغادرة أتنبه للوحة العروض الأسبوعية بالمتجر واستنتج انه بإمكاني اضافة بعض الريالات والحصول على الطبق العائلي الكبير! وهذا ما يحصل بالنهاية ، الثلاجة مليئة بالبيض وأتناوله احيانا كوجبة فطور وعشاء باليوم الواحد مضطرا او ستنتهي مدته وأخسر نقودي.

ظل السؤال يراودني والى الان : لماذا تنخفض الاسعار للكميات الكبيرة وتزداد للكمية الأصغر وبأي حق؟ قبل البحث عن الجواب ، دعونا نرى شرائح المجتمع وحاجاتها ومن هم الفئة التي تتجه لشراء الكميات القليلة بداية، الأعزب كما فى حالتي بالطبع هو احدها ونتيجة لهذا فاني اصبت بالتخمة وسوء التغذية فى مرة، وخسارة لأموالي عند شراء الطبق الصغير المرة الاخرى! أما الشريحة الثانية والأجدر بالالتفات لهإ ومراعاة حالها، هم الفقراء واصحاب الحاجة، تخيلوا انه رغم حاجته يضطر لدفع مبلغ اكبر مقابل عدد اقل من البيض عندما لا يملك المال الكافي لتعويض الفرق والحصول على العرض المميز! انظروا لخطورة الأمر وعواقبه المتمثلة فى سوء التغذية ومضاعفاتها من أمراض مزمنه وغيره، وكذلك استنزاف مال المحتاج والضغط عليه بدلا من مراعاة وضعه وحاله؟

هل يمكن لبائع الأكفان والتوابيت أن يسعد بموت البشر كي يجني المال والربح؟ هذا ما يحدث فى عالمنا اليوم للأسف، راسمالية بغيضة لا تراعي البشر وحقوقهم، والادهى من هذا كله هو تسليمنا بالأمر واعتباره حقا مشروعا للتاجر، له الحق ان يبيعك شوال السكر بسعر مغري ولن يكترث بك بعد إصابتك بمرض السكري مؤكدا، أو إكتفي بشراء القليل منه بثمن مرتفع إذا اردت وان لم تملك مالا كافيا حينها، مش مشكلته، دبّر حالك، هو ما خلّفك ونسيك! هذا هو حال لسان التاجر اغلب الاحيان.

أنا اطالب بتغيير ثقافة البيع والشراء فى مجتمعاتنا وتبني مفاهيم جديدة تراعي حقوق البشر، ولا بد هنا من دور لوزارة التجارة تحد به من طمع التاجر وجشعه، تغرينا العروض احيانا لشراء شوالات الرز والسكر ولا نجد لها مكانا فى بيوتنا الضيقة التي بالكاد تتسع لنا! لو ترك لي الامر ، لمنعت بيع الكميات الكبيرة من كل شيء، هي إما هدر أو إسراف، فى كلتا الحالتين نحن من يخسر بالنهاية، تذكر دائما أن البيضة تأتي من وراء آلام وصرخات مدويّة، فكن وسطا معتدلا دائما! دمتم

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news