2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

شارع قوي لشعب حي

محمود أبو هلال
جو 24 :


حركة الشارع الأردني كشفت للعدو قبل الصديق أن شعب الأردن لم يطبع ولم يسر في قوافل المتهافتين رغم مرور ثلاثين عاما على اتفاق وادي عربة.   

حركة الشارع الأردني أظهرت بأن التحرك لم يشمل سكان العاصمة فحسب، بل كان الحراك في كل المحافظات. وأيضا لم يختصر التحرك على حزب جبهة العمل الإسلامي كما تحاول الأقلام الحكوميه تصويرة لسهولة مهاجمته بتهمة أجندات خارجية طبعا. هذا الحراك الذي بدأ مع أول معركة الطوفان بقوة ثم انخفضت حدته وتدرج  صعودا لم تشهد مثله أي عاصمة عربيه على الاطلاق، فلا أعرف كيف بدا لبعض الأقلام أنه حراك تابع!! إذ كيف يكون التابع أقوى من المتبوع؟.

 حراك الشراع الأردني المتضامن ترك لدينا ما يشبه القناعة بأنه شارع لم يدخل مستنقع الأيدولوجيا الذي دمر وعي النخب والشوارع وحيّدها، بل حول الكثير منها إلى صف الكيان نكاية بمن تصدر المقاومة!. 

 الشعارات كلها مع غزة ومع مقاومتها ووصلت للهتاف لقيادة المعركة (السنوار) بلا مواربة أو تمويه. شجاعة لافتة من شارع مسيس، ولكنه يعرف كل الانقسامات الأيديولوجية التي تعيشها شوارع العرب السياسية وتمنعها من التحرك إلى جانب غزة ولكنها لم تمنعه. 

حراك الشارع الأردني بيَّن أن ارتباط الأردن مع فلسطين أقوى من كل علاقات العرب مع فلسطين. لذلك فإن تحرك الأردني يأتي في سياق طبيعي لشعب حي بوصلته واضحة المعالم. ولأن الأردني يعي أن المعركة في فلسطين عادلة وفق لثوابته الدينية والعروبية والوطنية والأخلاقية، لذلك هو في الطليعة كما كان دوما. 

والأردني يعي أيضا أن هذا الكيان لن يتوان إن استطاع لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن (فهو غير معني بما يصيب الأردن).  صريخ غزة سُمع في شوارع العرب منذ الأيام الأولى للحرب. وكانت الاستجابات متقطعة وخجولة باستثناء الشارع الأردني، الذي لم يتوقف ولم يصبه ما  أصاب الشارع العربي من صمت مريب.

  رسالة الشارع الأردني القوية واضحة وهي تستصرخ مع نداءات غزة والأمل أن لا تكون صرخة في واد عربي مقفر من النخوة والشهامة وأن يقابلها تحرك للشارع العربي.  

لقد حصّلت المقاومة بثمن موجع مكاسب مهمة، وبنفس الوقت أظهرت مرونة في المفاوضات وجب على الشارع العربي أن يفهم ذلك كمؤشر على قوة الضغوط المسلطة عليها، وبالتالي حاجتها للإسناد المعنوي والسياسي.  نقدر دور الأجهزة الأمنية وحرصها على ضبط التظاهر وبذات الوقت على الحكومة أن تقدر حراك الشارع الأردني  المتفرد بالقوة، لا أن تقزمه وتصفه بالمتبوع!!. وعليها -أي الحكومة- أن تعي أهمية اللحظة الراهنة التي يتم فيها التفاوض على مصير غزة وأهمية إسناد الشارع لها. فالكيان يريد أن يكسب بالتفاوض والتجويع والحصار ما لم ينل بالقتل الوحشي. 

 صور وأصوات المتظاهرين في الأردن وصلت للأهل في غزة فربطت على قلوبهم وأشعرتهم أن هناك من لم ولن يخذلهم.. وهذا من الأهمية بمكان أن نختم به.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news