jo24_banner
jo24_banner

عندما تكون الرقابة أكبر من قدرة الهيئة المستقلة على الاستيعاب!

عندما تكون الرقابة أكبر من قدرة الهيئة المستقلة على الاستيعاب!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - المركز الوطني لحقوق الانسان، الذي يقود فريق التحالف الوطني لمراقبة الانتخابات النيابية، أصدر تقريرا اشتمل على عدد من الملاحظات التي سجلها خلال عملية مراقبة انتخابات المجلس النيابي التاسع عشر. وقد ورد في هذه الملاحظات أنه تم إغلاق مراكز اقتراع بسبب وجود إصابات بفيروس كورونا المستجد.

إلى هنا انتهى الخبر.. تقرير صادر عن جهة رقابية، سجلت ملاحظاتها حول سير العملية الانتخابية. والإعلام بدوره نقل هذا التقرير، وجعله متاحا للقارئ الأردني، وفقا لما تقتضيه ألف باء العمل الصحفي.

ولكن الغريب كان ردة فعل الهيئة المستقلة للانتخاب، التي طالما تغنت، في حديثها المستمر منذ أشهر، بالنزاهة والشفافية وضماناتهما، وترحيبها الواسع بكافة الجهات الرقابية والإعلامية، لضمان أعلى معايير الانفتاح على الرأي العام حول كافة تفاصيل "العرس الانتخابي".

الهيئة، التي فتحت ذراعيها للمركز الوطني لحقوق الإنسان، والتحالف الذي يقوده لمراقبة الانتخابات، بدأت تتوعد وتزمجر فور نشر ملاحظات المركز الرقابية عبر وسائل الإعلام، فبعد أن نفت إغلاق مراكز اقتراع بسبب وجود إصابات بالكورونا، على لسان ناطقها الرسمي جهاد المومني، بدأت بتهديد وسائل الإعلام التي نشرت التقرير، متوعدة بتحويلها إلى وحدة الجرائم الالكترونية!

"الجريمة" التي اقترفها الإعلام في وجهة نظر الهيئة، أنه مارس دوره الطبيعي في نقل المعلومة، ونشر تقريرا صادرا عن جهة رقابية دعتها الهيئة نفسها متباهية بشفافيتها!

وفقا لهذا التصور عن مفهوم "الجريمة" يتبين مدى التناقض الصارخ بين التصريحات والمواقف.. شيزوفرينيا المعايير المزدوجة، التي ترحب بأية ملاحظة تصدرها جهة رقابية بشرط أن تنحصر ضمن الإيجابيات، واللجوء إلى لغة التهديد والوعيد فور صدور ملاحظة سلبية، لا تنسجم على الإطلاق مع الحديث المزعوم عن الترحيب بكافة الجهات الرقابية.

يبدو واضحا من حديث المومني أن الهيئة امتعضت من تقرير المركز، كونه يمارس دوره الرقابي باحترافية عالية لدرجة قد تفوق قدرة الهيئة على الاحتمال. وكونها تخشى توجيه سهامها للجهات التي تراقب عملها، بدأت باستهداف الإعلام المستقل الذي نشر التقرير!

مادامت الهيئة تخشى الرقابة على عملها، كان الأجدى بها عدم فتح ذراعيها للترحيب بالتحالف الوطني عبر تصريحات إنشائية تناقضها المواقف على أرض الواقع.. ولتجري الانتخابات في غرفها المغلقة إذا كانت هكذا ترتاح أكثر!

الإعلام مارس دوره بحرفية وموضوعية في نقل تقرير جهة رقابية على سير العملية الانتخابية.. استخدام لغة التهديد والوعيد من قبل الهيئة ليس مرفوضا فحسب، بل ينسف كل حديثها وتصريحات مسؤوليها حول ضمانات الشفافية خلال العملية الانتخابية..
 
تابعو الأردن 24 على google news