2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

دقت ساعة المعلمين

عمر العياصرة
جو 24 : بعد هذا المستوى الرفيع من النضال، وبعد أن حقق حراك المعلمين هدفه الأسمى المتمثّل بإقرار نقابة تكون وعاءً لكل معلم، تحفظ كرامته، وتعمل على تطويره وتعيده مرة أخرى ليقف على سلم الصعود الاجتماعي.
يتوجه المعلمون صباح اليوم إلى صناديق الاقتراع ليحتفلوا بنصرهم الكبير وليختاروا أعضاء مجلس نقابتهم بكل حرية وديمقراطية ومسؤولية ترتقي لمستوى نضالهم الذي شهدناه في السنتين الماضيتين.
قد لا تبدو برامج المرشحين واضحة جدا أو فارقة، لكن التجربة كفيلة بتعميق هذه المبادئ مع مرور الأيام والسنوات.
لكن ما غطّى على غياب البرامج هو حجم التسامح وسعة الصدر والديمقراطية الحوارية الحقيقية التي طغت حتى اللحظة على العملية التحضيرية والدعائية للانتخابات.
المعلمون تعرّضوا في بلدنا لعملية تجريف وتجفيف لا مثيل لها في أيّ قطاع، فهؤلاء وهم مخزن الثقافة والوعي قرروا أن يعودوا إلى ما يجب أن يكونوا عليه، ولعل في نضالات إقرار النقابة ومن ثم انتخاباتها ما يشي بأنّ "ساعة المعلمين قد دقّت" وها هم عائدون.
حتى الآن لا ملمح حزبي في الاصطفافات التي تشكّلت تجاه الانتخابات، وإن كنتُ شخصيا لا أرى بأسا في ذلك، فالتداخل هنا بين المهني والحزبي أمر لا يمكن دفعه البتة.
لكن وعي المعلمين وتجربتهم النضالية القريبة مع الدولة جعلتهم أبعد ما يكونوا عن التمايز المؤسس على الانتماءات الحزبية والفكرية، فحميمية المرحلة السابقة أخفت الخلاف وعظمت الاحترام بشكل واضح.
يحذّر كثير من الزملاء الإعلاميين من قضية جعل النقابة منبرا حزبيا لأحد، وأن أكرر أنّ الفصل بين السياسي وبين المهني صعب، فالسياسي دخل إلى طعامنا وشرابنا فما بالك بالحيّز العام أيّاً كانت طبيعته.
المعلم لم يعد ممرا لأحد، فالوعي الذي تشكّل من صراعاته الأخيرة المطالبة بحقوقه، أكّدت لنا أنّه غير قابل للتحايل عليه من أيٍّ كان.
صباح اليوم سيبدأ عيد المعلم الواقعي، وهذا يحتم على الجميع الذهاب دون تردد إلى الصناديق والتصويت بحرية والانتباه إلى ضميرية إعطاء الصوت والوعي به.
يتربّص بالمعلم كثيرون، ربما الأحزاب منها، لكنها أقل خطرا من أصحاب المدارس ومن الجهات الأمنية التي تحاول الالتفاف على إنجاز المعلمين، فليحذر المعلمون فقد عادوا والعود أحمد.
السبيل
تابعو الأردن 24 على google news