jo24_banner
jo24_banner

تراجع مستوى التعليم في الأردن: بين سياسات التجهيل والتعليم

أ. د. هاني الضمور
جو 24 :



في السنوات الأخيرة، شهدت المملكة الأردنية الهاشمية تراجعاً ملحوظاً في مستوى التعليم، مما أثار قلقاً عميقاً بين الأوساط التربوية والأكاديمية. هذا التراجع ليس نتيجة لسياسة معلنة ولكنه يثير التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التدهور ومن المسؤول عنه.

يمكن تتبع جذور المشكلة إلى عدة عوامل رئيسية. أولها، تكرار تغيير وزراء التربية والتعليم، حيث يُعتقد أن الأردن قد شهد أكثر من 20 وزيراً للتربية والتعليم خلال العقدين الماضيين. هذا العدم استقرار في القيادة يؤدي إلى انعدام الاستمرارية في السياسات التعليمية والبرامج التطويرية، مما يجعل النظام التعليمي يفتقر إلى الثبات والتناسق اللازمين لتحقيق التقدم.

ثانياً، تأتي مسألة تعيين وزراء غير مختصين في مجال التربية والتعليم. الخبرة والتخصص في هذا المجال أمر حاسم لتطوير وتنفيذ استراتيجيات تعليمية فعّالة. الافتقار إلى هذا التخصص قد يعيق قدرة الوزارة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة والتعامل مع التحديات المعاصرة.

الطلاب هم من يدفعون ثمن هذه السياسات، حيث يواجهون تحديات في الحصول على تعليم جودته عالية يمكنهم من المنافسة على مستوى العالم. تراجع جودة التعليم يؤثر أيضاً على المجتمع الأردني ككل، حيث أن الفقر والبطالة يمكن أن يتفاقما بسبب نقص المهارات والقدرات المطلوبة في سوق العمل.

من الضروري أن تعمل الحكومة الأردنية على استقرار القيادة في وزارة التربية والتعليم وضمان تعيين وزراء لديهم الخبرة والتخصص اللازمين. كما يجب على الحكومة التركيز على تطوير البرامج التعليمية والاستثمار في تدريب المعلمين وتحسين البنية التحتية للمدارس لضمان بيئة تعليمية ملائمة وفعّالة.

التعليم هو الأساس الذي تُبنى عليه مستقبل الأمم، ومن الضروري أن تأخذ الأردن هذه المسألة بجدية تامة لضمان مستقبل أفضل لجميع مواطنيها.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news